تطورت الحياة كثيرًا، فلم يفت وقت طويل مثلما تعتقد، عندما كان الحلاق ليس فقط مهنة للعناية بالشعر وإزالته، ولكنه كان طبيب وجراح، وطبيب أسنان كذلك، فهناك بالفعل ممتهنين لمهنة الحلاقة، كانوا قد آلفوا كتبًا في الجراحة وجراحة الأسنان، ويمكنك البحث عليهم على شبكة الإنترنت، وإيجاد تلك الكتب، وكان للحلاق مركزه المهم في الطبقات العليا من المجتمع، حيث يجتمع بعلية القوم من الباشوات وباكوات القرن السابع عشر وحتى بدايات القرن العشرين، وكان للمهنة أصول، ولم يكن هناك مصطلح صالون الحلاقة المتداول في يومنا الحالي
فكان الحلاق تجد معه الحقيبة تجد فيها عدة الحلاقة، والجراحة أيضًا، ويذهب لعملاؤه في بيوتهم، لقص شعورهم، أو خلع ومعالجة الأسنان، أو القيام بالعلاج عن طريق الحجامة، مقابل أجر بالطبع، وكانت العائلات الأرستقراطية لديهم الحلاق الخاص لكل عائلة منهم، ثم شهدت مهنة الحلاقة ما يمكن أن نطلق عليه مرحلة من الإنحدار.
نشأة وتطور صالون الحلاقة
مع الربع الأول من القرن العشرين بدأ ظهور الطب الحديث بمعناه المتعارف عليه حاليًا، وأصبح من الجهل أن تتعامل مع الحلاق في الأمور الطبية وما إلى ذلك، وظل يتم سحب البساط العلاجي والطبي من مهنة الحلاقة، وخاصًة مع التطور الذي كان يشهده الطب بشكل يومي، وكان يتم في أواخر القرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين العمليات الجراحية بحضور جماهيري، سواءًا كان من العائلات الملكية، أو المهتمين بمجال الطب من طلبة ومعلمين وأطباء، لم يكن هناك غرف عمليات كالمتعارف عليها حاليًا.
وعلى الجانب الأخر من مهنة الحلاقة كان الوضع في تدهور مستمر، حيث كان للحلاق كرسي ويجلس عليه عملاؤه في الشارع، وعلى الأرصفة ويقوم بحلاقة شعورهم، مقابل أجر مادي، وفي بعض الأحيان كان المقابل بعض من الطعام، حيث مازال إلى اليوم هناك دعابة مصرية تقال، في حال قام شخص بحلاقة شعره وجعلته تلك الحلاقة يبدو غريبًا، يقول من حوله ساخرين"هل حلقت عند ارفص ببيضتين ورغيف؟"، حيث كان هناك حلاقًا مشهورًا يقال أنه كان دائم التواجد، في محيط محطة مصر في رمسيس، أو شبرا وروض الفرج، وكان يحلق لعملاؤه مقابل بيضتين مسلوقتين ورغيف من الخبز.
وكل ذلك اتحدث عنه لرسم صورة ذهنية لك عن تطور هذه المهنة، والتي آراها من آرقى المهن الموجودة بالمناسبة، ولكن نعود مرة آخرى للوراء، عندما بدأ يتم إنشاء محال صالون للحلاقة، كانت الفكرة متميزة وثورية بالنسبة لهم، فبعد أن كان الحلاق يتجول بكرسي من الخشب، للبحث عن رزقه، أصبح له مكان مستقر ومعروف، يأتيه سكان المنطقة من كل حدبِ وصوب للحصول على خدماته، وكان يقتصر في البداية الأمر على كرسي جلدي، شبيه بالكرسي الذي كان متواجد حتى منتصف التسعينيات من القرن العشرين، عند أطباء الأسنان، ومجموعة من المرايا تكون موجودة أمام العميل.
ثم تطور الأمر قليلًا، فأصبح هناك ستايلات، وأشكال للشعر، التي تتغير بتغير الموضة الموجودة، إضافة إلى أنك أصبحت تجد أن لكل فرد من أفراد الأسرة الواحدة حلاق مختلف عن الآخر، ووجود أماكن بأربعة جدران وفر أن أصبح الحلاق عبارة عن مؤسسة متكاملة، يقدم على سبيل المثال جلسات الماساج والتدليك، وحمامات البخار، وطرق للعناية بالبشرة، وهو الأمر الذي بدأ في تركية، وفي الولايات المتحدة الأمريكية اتخذ الحلاق طريقًا آخر لعلاج الشعر والتعامل بحرص مع أدوات الحلاقة فليس كل أنواع الشعر يناسبها الأدوات ذاتها، وفي مصر والدول العربية كان للحلاق عودة إلى العلاج بالحجامة، وطرق للعناية بالبشرة عن طريق الماسكات المختلفة والمتنوعة التي تناسب نوع بشرتك، أو معالجة الشعر الجاف، أو الخشن عن طريق مجموعة مختلفة ومتنوعة من مستحضرات العناية بالشعر.
نشأة شعار صالون الحلاقة
وفي تلك الفترة ظهر ما يعرف الآن بشعار صالون الحلاقة، وهي تلك الكرة الزجاجية التي تستمر في الدوران، مختلفة ألوانها بين الأحمر والأزرق والأبيض، ففي الواقع ليس هناك دليل تاريخي عن بداية استخدامها والأسباب ورائها، ولكن لدينا مكان محدد بدأ فيه استخدام شعار الحلاقة، وهو الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك 3 أقاويل عن المعنى وراء الثلاثة ألوان.
الأول هو أن الأحمر يدل على أن هذا الحلاق يعالج بالحجامة وتفريغ الدم الفاسد، والأبيض أنه يستخدم مطهرات لتطهير الجروح، والأزرق خاص بالعناية بالشعر، ليعرف الرواد عن الخدمات التي يقدمها.
أما عن الثاني هو أنه يرمز لاتجاه كان بدأ يتخذه الحلاقون، حول إنشاء نقابة لهم في الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصًة بعد أن كان قد تم إنشاء نقابة لسائقي الأجرة، على أن يكون شعارها مكون من تلك الكرة الدوارة ذات الألوان الثلاثة الأحمر والأزرق والأبيض، ولكن هذا الاتجاه فشل لعدم السماح بذلك، نظرًا أن جميعهم يعتبروا أعمال حرة، ولم يتم السماح لهم بذلك، رغم أنه مازال يتم استخدامه على بوابات صالونات الحلاقة في أمريكا، كما أنه بدأ انتشاره في دول عربية مثل السعودية، الكويت، مصر، والمغرب، لكن هل هؤلاء اتخذوا الشعار من صالونات الحلاقة في الغرب فقط دون معرفة ما يقف وراءه كتقليد اعمى أم عندهم الخلفية التاريخية، لا نعلم.
والثالث والأخير هو أن هذا الشعار بدأ استخدامه إبان دخول الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب العالمية الأولى، وكان يتم وضعه على صالونات الحلاقة لدعم الجنود الذاهبين للحرب، أن الحلاقة تتم عندهم مجانًا، واتخذوا الألوان الثلاثة من العلم الأمريكي، كدليل على الوطنية، أي الثلاثة أسباب صحيح لا نعلم ولكن وجدنا عرضها بأمانة.
ورق حائط وجدران صالون الحلاقة
ونأتي الآن للجزء الثالث والأخير من هذا المقال، وهو أساس هذه المقالة، عن مناقشة التطورات التي دخلت على ديكورات صالونات الحلاقة حول العالم، والتي أصبحت تأتي كأولوية ضمن أولويات أي من الحلاقين حول العالم، وتقف عامل مهم لجذب العملاء الجدد إليه، وإعطاء الراحة والهدوء اللازمين للعملاء المستمرين والمخلصين له.
والديكورات تتغير بتغير شخصية الحلاق ذاته، وصدق أو لا تصدق ذلك ولكنها الحقيقة، فالبعض قد يلجأ للديكورات وتصميم ورق حائط مودرن يعبر عن الحداثة، أو أن يكون على التصميم وستايل الأمريكي حيث يتضمن ورق الحائط صور لقوالب من الطوب الأحمر أو البني، وآخرين يعتمدوا تصميم ورق حائط كلاسيكي، يكون متضمن لصور قصات للشعر مختلفة ومتنوعة ولكنها كلاسيكية، مع إضاءة خافتة.
ولكن سنتحدث عنهم تفصيليًا في السطور الآتية :
• ورق حائط لصالون حلاقة بالطوب الحراري
يعتمد الكثير من أصحاب المهنة خلال تصميم الديكور الخاص بصالون الحلاقة، على ورق الحائط الذي يتخذ شكل الطوب الحراري، بديلًا لعمل حائط من الطوب الحراري، وكذلك يعتمدوا خلاله على اللون الأبيض أو الألوان الفاتحة، نظرًا لما يتمتع به من جاذبية، ويمكن أن يكون خلفية لتصميم بالأسود يعطي بساطة، وكذلك لكونه يجعل المكان وكأنه واسع ومفتوح، وبعد ذلك تأتي خطوة اختيار البار، ولونه، والكراسي وألوانها، وأيضًا الأرضية الرخامية أو أرضيات من السيراميك تتماشى مع لون الطوب الحراري المختار، سواء البني، أو الأبيض الفاتح، أو حتى التركواز، والبيبي بلو، مثلما يمكن أن ترى في الصورة المختارة.
• ورق حائط لصالون حلاقة مودرن
يكون تصميم ورق الحائط لصالون الحلاقة المودرن، يتميز بالتنوع والاختلاف في ألوانه، إضافة إلى تضمنه العديد من الصور التي تأتي مطبوعة عليه، فلا يمكنك الاعتماد فقط على تصميم الخلفية، وألوانها المختلفة، ولكن يأتي عليه تصميمات مطبوعة لشعارات مختلفة في مضمونها ترتبط ارتباط وثيق بمهنة الحلاقة، مثل شعار آلة الموس، أو المقص، وفي التصميمات المودرن تختلف الألوان بين ورق الحائط والتصميمات عليه، ولون الكراسي الذي يكون في نفس ألوان البار، أما الأرضيات فتأتي متوافقة مع لون ورق الحائط مثل التصميم الموجود في الصورة أعلاه.
• ورق الحائط لصالون حلاقة بوهيمي
ويتميز ورق الحائط البوهيمي باعطاء هذا الاحساس بالاختلافات رغم التشابهات، ودائمًا ما يعتمد مصممي ومهندسي ديكورات وتصميمات صالون الحلاقة عند استخدامهم، لورق الحائط البوهيمي إلى الألوان الفاتحة، على أن يتم طباعة شعار أو شعارين بشكل متكرر بلون رمادي أقرب إلى الأبيض، ويتم تكراره بالطول والعرض ليعطي انطباع أن هناك شعارات مختلفة رغم أنهم في الحقيقة ليسوا سوى شعار أو أثنين ولكن متكررين، ويمكن ان يتم اختلاف لون الشعارات على خلفية فاتحة ايضًا، وذلك يؤكد على الاختلافات رغم التشابهات.
• ورق حائط لصالون حلاقة ثلاثي الأبعاد
يميل العديد من مهندسي الديكور، والديزاينرز إلى هذا الخيار، نظرًا للحيوية التي يعطيها للمكان، فنرى أن ورق الحائط ثلاثي الأبعاد يتداخل فيه نوعين من تصميمات ورق الحائط، تكون الطبقة الأولى من الطوب الحراري، وأسفلها طبقة بنية فاتحة تعطي مظهر عتيق، وعليها يتم وضع تصميمات وشعارات مختلفة، لموديلز بقصات شعر متنوعة، تتناسب مع جميع الأزواق، ويتم اختيار صور الموديلز، مرسومة أو مصممة بطريقة ديجيتال، وتعطي هذه التصميمات مظهر جذاب، يجذب عين المارين، أو العملاء المتواجدين داخل الصالون، من حيث تداخل الألوان والتصميمات.
• ورق حائط لصالون حلاقة كلاسيكي
يتمتع هذا النوع من ورق الحائط بالطابع الكلاسيكي، والذي تشعر معه بصالونات الحلاقة في حقبة الستينيات والسبعينيات، حيث يعتمد على الألوان البنية الغامقة، والذهبي البارز، ويمكن أن يتم وضع لوحات عالمية في إطارات خشبية، أو وضع تلك اللوحات في التصميم الأساسي من خلال الفوتوشوب أثناء عملية التصميم، أو حتى ترك الألوان الغامقة والذهبية وحدها، كما يعتمد صالون الحلاقة الكلاسيكي على كرسي عتيق، ويتميز بتقديم خدمات كلاسيكية، لم تعد موجودة في وقتنا الحالي، مثل تلميع الأحذية، أو بيع التبغ، ويرتدي أيضًا فيها الحلاق المريولة، التي لم يعد يعتمد عليها كثير من الحلاقين في وقتنا الحاضر، بحيث يصلك التجربة الكلاسيكية كاملة.
• ورق حائط حسب الطلب
وفي هذا النوع يكون الطابع السائد في تصميم ورق الحائط، متوقف على ذوقك الشخصي، حيث تجلس بجوار المصمم، أو تعطيه فكرة عامة عما ترغب فيه، وتريده في التصميم بشكل عام، وعلى المصمم أن يوجد لك أكثر من تصميم، تختار فيما بينهما، بل ويمكن الذهاب لأبعد من ذلك، بحيث أن تجعل كل حائط من الحوائط الأربعة في صالون الحلاقة، بستايل مختلف عن الآخر، وبتصميم مختلف، وبشعارات مختلفة، وهناك من يحبذ تلك الفكرة، وخاصًة أنها لا تقيده في اختيار ألوان الكراسي وتصميماتها، ولا لون الأرضيات، مما يعطي بعض الحرية، والخروج والبُعد عن النمطية، وتكون جذابة للعين بحيث كل حائط تكون لوحة فنية في حد ذاتها.
في الختام لا نفرض رأي، أو نقول أن هذا أفضل من ذاك، كل ما تضمنته السطور السابقة، كان محاولة لعرض أولًا تاريخ الحلاقة، ومنشأ صالونات الحلاقة، وعرض للسبل التي يتخذها أصحاب تلك الصالونات، في تصميم ورق الحائط، والديكور الخاص بهم، والذي يختلف باختلاف الأذواق، ويتمتع كل منهم بجمال، ورونق، وجاذبية خاصة.
اقرأ أيضًا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق